إدارة الجودة: دور حاسم في شركات اليوم

تأخذ إدارة الجودة مكانة مركزية في الشركات التي تطمح لتحسين نظم إدارتها، مما يؤثر إيجابياً على المنتجات والخدمات المقدمة. وأحد أهم هذه المبادئ هو مبدأ التحسين المستمر الذي يضمن فاعلية وكفاءة النظم المطبقة. وفى هذا المقال نستعرض مفهموم التحسين المستمر ومبادىء ديمنج الأربعة عشر التى تحقق التحسين المستمر

مفهوم التحسين المستمر:

يُعرف التحسين المستمر بأنه عملية دائمة لتحديد وتحليل وتنفيذ تحسينات تدريجية على الأنظمة، العمليات، المنتجات والخدمات. الهدف من هذه العملية هو تعزيز الكفاءة وتحسين الجودة وتقديم قيمة مضافة مع تقليل الهدر والتنوع والعيوب. بعد التعرف على مفهوم التحسين المستمر ذلك يأخذنا أولا إلى التعرف على رائد ذلك المفهوم وهو إدوارد ديمنج.

إدوارد ديمنج: الرائد في التحسين المستمر

إدوارد ديمنج، مهندس وإحصائي أمريكي. يُعتبر رائداً في إدارة الجودة بعد الحرب العالمية الثانية، ساهم بشكل كبير في تطوير الإنتاجية اليابانية من خلال تطبيق نظرياته في الجودة. وقد وضع أربعة عشر مبدأ للتحسين المستمر لتحقيق مستويات عالية من الجودة. 

المبدأ الأول: أنشىء هدف ثابت نحو التحسين

توجه المنظمات لوضع أهداف طويلة الأمد للجودة، ومقاومة الحلول قصيرة المدى. والبحث عن أساليب جديدة ومبتكرة للتحسين.

المبدأ الثانى: تبنى فلسفة جديدة

تتبنى المنظمة فلسفة جديدة تشمل تطبيق الجودة داخل كل عمليات المنظمة وليس بعضها. حيث يتم وضع احتياجات العميل أولا بدلا من التصرف كرد فعل لضغط المنافسين. والاستعداد لتقبل التغييرات الكبرى فى السوق، والتفكير بمنهج القيادة وليس الإدارة، ووضع رؤية للجودة وبذل كل الجهد لتطبيقها.

المبدأ الثالث: توقف عن الإعتماد على الفحص

تعتبر عمليات التفتيش مكلفة وغير موثوقة ولا تعمل على تحسين الجودة، بل تكتشف فقط نقصًا في الجودة. على المنظمة القيام ببناء الجودة في العملية من البداية إلى النهاية، وعدم اكتشاف الخطأ الذي تم فحسب بل حذفه تمامًا. واستخدام أساليب المراقبة الإحصائية، وليس الفحص المادي وحده لإثبات نجاح العملية.

المبدأ الرابع: استعن بمورد واحد للعنصر الواحد

تعتمد الجودة على الاتساق، فكلما قل التباين في المدخلات، قل التباين في المخرجات. يجب النظر إلى الموردين باعتبارهم شركاء في الجودة، وتشجيعهم على تحسين جودتهم. تحليل التكلفة الإجمالية للمنظمة، وليس التكلفة الأولية للمنتج فقط، واستخدام إحصائيات الجودة للتأكد من تلبية الموردين لمعايير الجودة الخاصة بك.

المبدأ الخامس: حسن باستمرار وإلى الأبد

على المنظمة تحسين عمليات نظام الجودة من خلال استخدام منهج PDCA Cycle، بداية من التخطيط ثم التنفيذ والتحقق وتحسين للعمليات. والتأكيد على التدريب والتعليم حتى يتمكن الجميع من القيام بعملهم بشكل أفضل، واستخدام النماذج التى تحقق تقليل الهدر وتحسين الإنتاجية والفعالية والسلامة كنموذج كايزن.

المبدأ السادس: استخدم التدريب أثناء العمل

على المنظمة استخدام التدريب العملي لتقليل التباين والانحرافات، وتشجيع التعلم المشترك بين العاملين، وبناء أساس من المعرفة المشتركة، والسماح للعاملين بفهم أدوارهم في “الصورة الكبيرة”.

المبدأ السابع: اتبع منهج القيادة

توقع أن يفهم المشرفون والمديرون العاملين العمليات التي يستخدمونها، لا تكتفى بالإشراف فقط، بل قم بتوفير الدعم والموارد لكل موظف يمكنه أن يبذل قصارى جهده. “كن مدربا بدلا من شرطي”. اكتشف ما يحتاجه كل شخص فعليًا ليبذل أقصى جهده، وقم بالتأكيد على أهمية الإدارة التشاركية والقيادة التحويلية من تفويض الصلاحيات.

المبدأ الثامن: القضاء على الخوف داخل المنظمة

اسمح للأشخاص بأداء أفضل ما لديهم من خلال التأكد من أنهم لا يخشون التعبير عن أفكارهم أو مخاوفهم، اجعل الجميع يعلم أن الهدف هو تحقيق جودة عالية من خلال القيام بالمزيد من الأشياء بشكل صحيح، وليس من الأهمية إلقاء اللوم على الناس عند حدوث الأخطاء، أيضا اجعل العاملين يشعرون بالتقدير، وتشجيعهم على البحث عن طرق أفضل للقيام بالأشياء، والتأكد من أن القادة ودودون وأنهم يعملون مع فرق للعمل بما يحقق مصلحة الشركة.

المبدأ التاسع: كسر الحواجز بين الإدارات والأقسام

إزل الحواجز بين الإدارات ونشر مفهوم “العميل الداخلي” والتأكيد على أن كل قسم أو وظيفة تخدم الأقسام الأخرى التي تستخدم مخرجاتها. استخدام العمل الجماعي متعدد الوظائف “Cross Functional Teamwork” لبناء التفاهم وتقليل علاقات الخصومة، والتركيز على التعاون والتوافق بدلاً من التسوية.

المبدأ العاشر: التخلص من الشعارات غير الواضحة

دع الموظفين يعرفون ما تريد بالضبط، ولا تجعلهم يخمنون، “التميز في الخدمة” عبارة قصيرة ولا تُنسى، ولكن ماذا تعني؟ كيف يتم تحقيق ذلك؟، لا تدع الكلمات والعبارات اللطيفة تحل محل القيادة الفعالة، على الإدارة أن تحدد توقعاتها، ثم تمتدح الأشخاص وجهًا لوجه لقيامهم بعمل جيد.

المبدأ الحادى عشر: القضاء على منهج الإدارة بالأهداف

اترك أسلوب الإدارة بالأهداف وقم بالتركيز على النظر إلى كيفية تنفيذ العملية وليس الأهداف العددية فقط، ووفر الدعم والموارد حتى تكون مستويات الإنتاج والجودة عالية وقابلة للتحقيق، قم بقياس العملية وليس الأشخاص الذين يقفون وراء العملية.

المبدأ الثانى عشر: إزالة العوائق أمام فخر العاملين بعملهم

اسمح للجميع بالفخر بعملهم دون تقييم أو مقارنة، عامل العاملين بالمثل، ولا تجعلهم يتنافسون مع العاملين الآخرين على المكافآت المالية أو غيرها بمرور الوقت سيؤدي نظام الجودة بشكل طبيعي إلى رفع مستوى عمل الجميع إلى مستوى عالى متساوى.

المبدأ الثالث عشر: تطبيق سياسة التعليم وتحسين الذات

طور المهارات الحالية للعاملين وشجع الأفراد على تعلم مهارات جديدة للاستعداد للتغيرات والتحديات المستقبلية، ابنى المهارات لجعل العاملين أكثر قدرة على التكيف مع التغيير، وأكثر قدرة على إيجاد التحسينات وتحقيقها.

المبدأ الرابع عشر والأخير: جعل التحول مهمة الجميع

اجعل كل شخص يتخذ خطوة نحو الجودة، وحلل كل خطوة صغيرة، وافهم كيف تتناسب وتتسق مع الصورة الأكبر، واستخدم مبادئ إدارة التغيير الفعالة لتقديم الفلسفة والأفكار الجديدة في نقاط ديمنج الـ 14.

في ختام المقال، نؤكد على أن التحسين والتطوير مسؤولية الجميع. من واجب الإدارة تسهيل ودعم أداء العاملين بحرية، وتمكينهم من تطبيق أفكارهم الإبداعية للتحسين والتطوير، وتقديم المساحة اللازمة لعرض وتنفيذ هذه الأفكار.

اقرأ أيضا: بناء بيئة عمل ناجحة ضمان لاستدامة المؤسسات

شاركها.

استشارى ومراجع متخصص فى نظم الجودة والإدارة، حاصل على ماجستير إدارة الأعمال فى مجال إدارة سلاسل الإمداد من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، قام بإنشاء وتطبيق العديد من نظم الإدارة بالشركات طبقا للمواصفات المختلفة، وتدريب العديد من الشركات والمؤسسات على نظم الإدارة المختلفة، كما شارك فى تأسيس العديد من المشروعات التنموية الغير هادفة للربح.

تعليقان

  1. تنبيه: الفرق بين مراقبة الجودة وتوكيد الجودة ونظام إدارة الجودة

  2. تنبيه: - إدارة الجودة, الأكثر قراءة, مقالات إدارة بالعربي 2024

اترك تعليقاً