إدارة الفريق وتشكيله تعدان من أهم العوامل لنجاح أي مؤسسة. ويتطلب الفريق الناجح مجموعة من المعايير والمهارات والأساليب التي تضمن تفاعل إيجابي وعمل مشترك وأداء قوى يساهم فى تحقيق الأهداف بكفاءة. وفي هذا المقال نستكشف معايير الفريق الناجح ومراحل تطور الأداء وأساليب إدارة الفريق، وكيف يمكن أن تساهم في تحقيق النجاح المستدام للفريق وتجاوز التحديات والمعوقات التى قد تؤثر على روح الفريق. وذلك من خلال الإجابة على بعض الأسئلة.

السؤال الأول: هل يوجد معايير للفريق الناجح؟

تعتبر المعايير هى أحد أهم عوامل نجاح الفريق ونستعرض فيما يلى أهم المعايير 

تنوع الفريق

يعتبر هذا أهم معيار لتكوين الفريق الناجح، حيث لابد عند اختيار أعضاء الفريق مراعاة تكامل الفريق من تنوع المهارات والشخصيات، حتى أن لم يكونوا ذوى امكانيات عالية، فهذا أفضل بكثير من الامكانيات العالية لأعضاء الفريق ولكن بدون تنوع للشخصيات والمهارات المتعددة. التكامل يعطى مساحة أكبر للتفاعل والعمل المشترك، وذلك بناءا على أن كل عضو من الاعضاء يمتلك ميزة أو مهارة مختلفة عن الاخر. والعمل المشترك بينهم يؤدى لإنجاز المهام بطريقة أسرع وأداء أفضل.

بناء الثقة والاحترام

يعتمد الفريق الناجح على بيئة تفاعلية ولابد من بناء الثقة والاحترام بين أعضاء الفريق. هذا المعيار هو من يؤسس لأرض مشتركة بين أعضاء الفريق للعمل المشترك فيما بينهم. قلة الثقة و الاحترام يقلص من مساحة الابداع ويزيد من انتشار الخوف بين الفريق ويصل أحيانا لفقدان الدافع لانجاز العمل مع الفريق. ولذلك على القائد عند تكوين الفريق اختيار الأعضاء ذوى الأخلاق العالية والذين يعطوا الثقة للاخرين للعمل معهم بدون أى معوقات، وذلك يساهم في تعزيز التعاون وتحسين الأداء.

تحديد الأهداف الواضحة

تعتبر الأهداف هى المحرك الرئيسى للفريق. ويجب أن تكون الأهداف محددة وواضحة لتوجيه الجهود نحو تحقيقها بفعالية. مما يعزز التركيز والتنظيم. ويجب على قائد الفريق أن يشارك أعضاء الفريق فى وضع الأهداف مما يساهم فى اقتناع الأعضاء بتلك الأهداف وهذا يعزز تحقيق تلك الأهداف. 

الاتصال الفعال

يعتبر الاتصال الجيد أساسيًا لنجاح الفريق حيث يمثل الاتصال الطريق للوصول للأهداف المرغوبة. تواصل جيد بين الأعضاء يخلق بيئة أكثر فاعلية وإبداعا. لابد على القائد وأعضاء الفريق زيادة مهارات التواصل حتى يساهم هذا في تبادل الأفكار وفهم الرؤى المختلفة. وبالتالى يؤثر بشكل ايجابى على نتائج الفريق.

تحفيز الأداء

التحفيز عنصر رئيسى لإظهار الطاقات الكامنة لأعضاء الفريق وتوجيها نحو تحقيق الأهداف. وهذا أحدى الوظائف الهامة للقائد حيث يجب عليه تشجيع وتحفيز أفراد الفريق لتعزيز الروح المعنوية وتحقيق الأهداف.

وبعد استعراض المعايير الهامة لتكوين الفريق الناجح نأتى للسؤال التالى الهام وهو:

السؤال الثانى: ما هى مراحل تكوين الفريق؟

يمر الفريق بمجموعة من المراحل حتى يتطور أداء الفريق للوصول لمستويات أداء مرتفعة وفعالة. وهذه المراحل تمر بها جميع الفرق. ووقت كل مرحلة ليس متساوى مع باقى المراحل، وأنما يتأثر بمدى تجاوز الفريق لكل مرحلة بناءا على امكانيات الفريق ومستوى أعضاءه وخبراتهم السابقة كأعضاء. ونستعرض المراحل من البداية للنهاية.

1. مرحلة التكوين  

هي المرحلة الأولية لكل فريق حيث يبدأ الفريق بالتعرف على بعضهم البعض. وتتميز هذه المرحلة بالحذر والتخوف من عدم تقبل الآخرين لهم، كما يكون معظم أفراد الفريق مترددين في كيفية القيام بالمهام، ويشعر البعض بالتوتر وعدم الراحة، وتتلاشى كل تلك المشاعر السلبية عند عقد أول اجتماع وتبادل المعلومات عن بعضهم البعض.

2. مرحلة الصراعات

هي ثاني وأهم مراحل تطوير الفريق. وتتسم هذه المرحلة بالصراع بين أفراد الفريق ويبدأ الجدال والاختلاف بين أفراد الفريق الواحد. وقد يعتقد البعض أن هذا الصراع هو أمر سيء ولكنه كما يأكد الخبراء إنه أمر جيد في حال كان يدور الصراع على قضايا العمل ومهام الفريق. ويدفع هذا الصراع معظم أفراد الفريق لإظهار مهارتهم وأهميتهم، ولكن فى حال طول هذه المرحلة قد يكون سبب فى تأخر الفريق. والمكوث فى تلك المرحلة وعدم تجاوزها يؤثر على تحقيق الأهداف. وهنا فى هذه الحالة يجب أن تتدخل الإدارة لحل الصراعات وعمل تسويات حتى لا يتخطى الصراع الحدود ويتم تدمير الفريق.

3. مرحلة بناء القواعد

بعد نشوب الصراعات يسود جو من التفاهم وشعور بالإنتماء عند أعضاء الفريق مما يدعو إلى بعض الاستقرار. وتزداد في هذه المرحلة علاقات الفريق ارتباطاً. ويبدأ أفراد الفريق بتفهم بعضهم البعض ويتعلم كيفية التعايش معه والتعامل معه مما يساهم فى تعزيز الأداء. وتتنوع هذه القواعد ما بين قواعد تنظيمية تنظم الوقت المتاح فى أداء كل مهمة، المهمة الخاصة بكل فرد وكيفية تقييمها، تتابع الأدوار والتسلسل الوظيفى فى أداء المهام، حقوق وواجبات كل فرد وآلية التعامل وقت المكافأة أو الجزاء.

4. مرحلة الأداء

وهي رابع مراحل تطوير الفريق وفي هذه المرحلة تبدأ إنجازات الفريق تتضح ويزداد السعي لتحقيق أهداف الفريق، وتكتمل العلاقات الاجتماعية بين أفراد الفريق ويتعمق الشعور بالإنتماء، ويجب أن ننوه أن الفرق المميزة فقط هي من تصل إلى هذه المرحلة.

5. مرحلة الإنهاء

وهى المرحلة التي ينجح فيها الفريق فى تحقيق الهدف المنشود منه، وحينها يتم إنتهاء الفريق بانتهاء غرضه، أو يمكن استثماره جهوده في البدء بهدف جديد والعمل على تحقيقه، لكن هذه المرة سيكون الأمر أسهل وهذا يرجع لتكوين فريق يؤمن وقادر على العمل الجماعى بالفعل.

السؤال الثالت: ما هى أساليب إدارة الفريق؟

توحيد الرؤية

يجب على القادة توجيه الفريق نحو رؤية مشتركة. الرؤية أول عنصر لتوحيد الجهود والأفكار تجاه الهدف المراد، وأيضا يساعد وجود الرؤية فى تحفيز الأفراد ليكونوا أكثر ابداعا لتحقيق تلك الرؤية.

توزيع الأدوار والمسؤوليات

يجب أن يتم توزيع الأدوار والمسئوليات بشكل واضح داخل الفريق حتى يكون الأعضاء ملتزمون بشكل محدد بمهامهم وحتى يكون من السهل قياس أداء تلك المهام وهذا يساعد فى تسريع العمل وانجازه بكفاءة وفاعلية.

تشجيع التفاعل والعمل الجماعى

يجب على قائد الفريق تشجيع التفاعل وتبادل الأفكار بين أفراد الفريق لتعزيز التفكير الجماعي وتحقيق الإبداع.

توفير بيئة داعمة

يجب على قائد الفريق توفير كل الدعم والإرشاد والتوجيه لأفراد الفريق لزيادة روح العمل الجماعى وإنتاجية أعضاء الفريق ويتشكل الدعم فى الدعم المعنوى والدعم الخاص بالموارد المطلوبة والدعم الإدارى. تفهم قائد الفريق لهذا العنصر يسهل على باقى الأعضاء انجاز مهامم بشكل مريح مما يزيد من انتاجيتهم. 

التقييم والتطوير المستمر

يساعد التقييم المستمر فى تطوير الأداء للفريق، ويقوم قائد الفريق بتقييم مهام أعضاء الفريق على فترات محددة مستمرة حتى يساهم هذا فى تحسين الأداء للفريق.  

بعد ما قمنا باستعراض معايير الفريق الناحج ومراحل تطور الأداء وأساليب الإدارة الناجحة للفريق، نستطيع أن نقول باختصار أن الفريق الناجح يتطلب وضع معايير استخدام وأساليب إدارة فعالة لتوجيه الجهود نحو الأهداف المحددة وتشجيع التفاعل والتنوع يمكن أن يساهم في تحقيق النجاح المستدام.

المراجع

مراحل تطوير الفريق: https://batdacademy.com/ar/post/794

كيفية بناء الفريق والعمل الجماعى: https://www.e3melbusiness.com/blog/How-to-build-a-team-and-teamwork

شاركها.

استشارى ومراجع متخصص فى نظم الجودة والإدارة، حاصل على ماجستير إدارة الأعمال فى مجال إدارة سلاسل الإمداد من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، قام بإنشاء وتطبيق العديد من نظم الإدارة بالشركات طبقا للمواصفات المختلفة، وتدريب العديد من الشركات والمؤسسات على نظم الإدارة المختلفة، كما شارك فى تأسيس العديد من المشروعات التنموية الغير هادفة للربح.

تعليقان

  1. تنبيه: ما تفعل لو كنت قائد فريق - إدارة بالعربي مارس 5, 2024

  2. تنبيه: بناء بيئة عمل ناجحة ضمان لاستدامة المؤسسات - إدارة بالعربي

اترك تعليقاً